أختي العزيزة شمسة
عندنا في المملكة تقوم وزارة التربية والتعليم بتبني تطوير منهج للتربية الفنية سيتضمن كتاب للطالب والطالبة ودليل للمعلم والمعلمة، وليس لهذا السبب سأدافع عن الفكرة، لكن سأطرح عليكي بعض النقاط المهمة التي تدعم هذا الرأي:
أولا: الدول المتقدمة في هذا المجال اختارت منذ زمن أن يكون هناك كتب للتربية الفنية ومنها على مستوى العالم الولايات المتحدة الأمريكية ولديها أكثر من منهج قائم ويحتوي على كتب تدرس، وعلى مستوى العالم العربي فالأردن قد نجحت في هذا المجال أيضا بدرجة كبيرة.
ثانياً: المؤتمرات العالمية للتربية الفنية الأخيرة أوصت بأن يكون تعليم الفن مقنن ومدروس، والنظرية المعرفية لتدريس التربية الفنية اشترطت وجود كتاب مكتوب للتربية الفنية.
ثالثا: خلينا نقول عندكم في الإمارات على سبيل المثال وفي ظل عدم وجود منهج محدد يدرس أو لنقل بالتحديد كتب مكتوبة للمعلم أو للطالب، فهل ستكون مخرجات التعليم لمادة التربية الفنية متوازنة، بشكل أبسط الطالب الذي يتخرج من المرحلة الإبتدائية من المدرسة س هل لديه نفس الخبرات والمعارف والمهارات التي عند من تخرج من المدرسة ص، بالتأكيد لأ والضحية الطالب أو الطالبة اللي ماعندها معلمة ممتازة مثلك.
رابعا: اذا كان الإختلاف في تحديد موضوع الدرس فأنا معك، لكن من الممكن أن يكون الكتاب يحتوي على معلومات ومهارات أو خبرات أساسية يجب أن يكتسبها الطالب والطالبة، فلنقل مثلا دائرة الألوان فهي لا تتغير ولو كانت مكتوبة وملزم تدريسها في صف معين فنضمن بذلك أن المتعلم لو انتقل من مدرسة إلى أخرى في وسط العام سيكون لديه نفس حصيلة المتعلم في المدرسة التي انتقل إليها، وهكذا....
خامسا: واقعنا الحالي في مدارسنا لو أني معلم تربية فنية وأعشق النجارة سأركز في دروسي على دروس النجارة وأنقل الإبداع في هذا المجال لطلابي، لكني سأغفل الكثير من المجالات الأخرى للتربية الفنية، لكن لو كان عندي منهج متنوع المجالات كالرسم والزخرفة والنسيج والمعادن والخشب والخامات والطباعة و..... فسيكون تعليم التربية شاملا ولا يظن الطالب أن التربية الفنية كلها نجارة.
سادسا: التربية الفنية ضمن منظومة المواد التي يدرسها الطالب وضمن المناهج المتنوعة تساهم في تربية الفرد تربية شاملة ولا يشترط أن يكون ناتجها التعليمي فنان، ولو عدنا لأهداف التربية الفنية في التعليم العام سنجد أنها تهتم بأمور كثيرة أخرى غير ناتج الفن فقط، لكنها تسخر الفن في ترسيخ العقيدة والتنمية الإجتماعية والتربية الروحية والنفسية وتشارك في القضايا المعاصرة والوحدة الوطنية والحوار وغير ذلك من أمور تعتبر داعمة للمجتمع تدفع به للرقي.
سابعا:
ثامنا:
تاسعا:
طبعا لو تركت لي الحرية لن أنتهي.
لكن اختي شمسة أنا كنت مثلك من أكثر المعارضين لفكرة كتاب أو منهج محدد، وما هو أنا وبس، لو تصدقي انه كان هناك أكاديميين ومتخصصين، وفجأة كوني كنت معلم ولمدة طويلة ثم شاءت الأقدار أن أخوض غمار المناهج، تغيرت قناعتي 180 درجة بعد ما اطلعت على نتائج مختلفة لمدارس لمعلمين مختلفين آمنت ان الضحية الطالب في النهاية.
واطمنك كمان من ناحية التقييد او ان صح التعبير الحرية انتظري لما يصدر المنهج الجديد عندنا راح تلاقي اننا وجدنا حل لهذه القضية وسبقنا من كانوا متقدمين عنا في هذا المجال، وحلنا أوجد مساحة وحرية للمعلم المبدع لكن ماراح أقول الآن كيف حتى يصدر المنهج الجديد.
تحياتي وأتمنى لك التوفيق
Bookmarks